بسم الله الرحمن الرحيم
ميلادك فرحٌ هو أم حزناً؟!
تحيرت بك يا سيدي و حارت أفكاري ما بين أن أفرح في ذكرى ميلادك أم أحزن
ذهبت أسرح في خيالي و ذهبت أفكر و أبحث بأفكاري عن شيئاً يفرحني في يوم ميلادك
فأخذت أبحث و أبحث فما لقيت يا سيدي شيئاً مفرحٌ في قدومك على الدنيا سوى أنك قدمت عليها من أجلنا
و لحبك لنا ما لقيت يا مولاي غير أن قدومك فيه نجاتنا و نجاة جميع المذنبين
فأظهرت فرحي و جلست مقابلاً لضريحك فأخذت أتصور أنك أمامي فأشكرك و أقبل يديك و رجليك
أشكرك و أقبلك و أنا باسماً مسرور ففجأةً انقلبت الأمور و الموازين عندي حتى تبل ذلك السرور إلى حزناً و نحيب
فكأنك أنت في عالم خيالي تسألني مستعجباً من فعلي قائلاً لي ماذا دهاك فقبل قليل كنت فرح مسرور؟
فأجبتك و قلت لا تلمني عندما كنت أشكرك سيدي و فرحٌ بأنك قد قدمت على هذه الدنيا من أجل أن تنجينا
تذكرت أنك تقف يوم المحشر أمام عرش الإله رافعاً كفيك تدعو ربك راجياً منه أن يدخلنا الجنة و يبعدنا عن سعير النار
فتذكرت الحالة التي تقف فيها ذلك اليوم فما رأيك أنت يا نور عيني؟ ما رأيك بهذا؟ ألا يكفي هذا السبب لبكائي؟
كيف لا أبكي و ألطم رأسي صارخاً وا حسيناه وا مظلوماه؟ كيف؟
لا تلمني سيدي فإن قلبي تقطع و انفطر حين تذكرت أن في وقوفك ذالك و أنت تدعو لنا تكون جسداً من دون رأس
و أراك عندما ترفع كفيك أن أصابعك ليسوا بعشرة و إنما تسعة إعذرني سيدي لأنني حسبت أنك خلقت ناقصٌ
و لكن حينما أدرت النظر إلى كفيك رأيت ما أفجعني رأيت دماءاً تسبل على كفيك فعلمت بأن خنصرك مقطوع
كيف لا أبكي مولاي؟ و أنا أرى ذلك الصدر الشريف متكسر مهشمٌ و عليه آثار حوافر خيولٍ طاغية
كيف أفرح في ذكرى ميلادك أوا كيف لقلبي التحملُ؟ كيف لي أن أعلن فرحي و سروري و أنا أعلم؟
سيدي كلما أتتني الإبتسامة كلمني الحزن و قال لا تبتسم عندما يذكر إسم الحسين على مسامعك
أنا الحزن ها إنني أخاطبك و أقول لا تحاول نسياني و تبدلني بالفرح أنا الحزن أنا أقوى من الفرح
إن كنت من قبل قد فرحت و إنتصرت علي فلا تحسب بذلك الإنتصار قد غلبتني
فأخبرك بشيء سأخبرك عن الفرح و عني نحن خلقنا قبل الخلق و لكن أنا خلقت قبل الفرح
حسبتني الناس أنني خلقت لمصائبهم فأنا لم أخلق لمصائب الخلق و لكنني خلقت لمصيبتين فقط
أنا خلقت و بباب فاطمةٍ (ع) ععشت و من قبلها أسم الحسين قد لبسته
إن شئت جرب و إذكر إسمه
جرب فمن قبلك رسلٌ و أنبياء قد جربوا و لم يقدروا
إذهب و إسأل عن نبي الله موسى (ع) و عن السؤال الذي سأله ربه
سأل كليم الله ربه و قال ياربي ما لي كلما ذكرت إسم الحسين غرقت عيناي بالدموع
أنا الحزن إن أردت أخبرك بذلك السر الإلهي سأخبرك و لكن قبلها اكتب وصيتك و قل للدفان يجهز قبرك
لأنني لن أكمل كلامي لك و الشرح السبب بل في بدايته أنت الدنيا ستودعها من ألم ما سأقول
و لكن إن شئت سأخبرك بأقل من قليل ربعه و هو :-
إن الحسين قبل خلق الخلق قد خلق نوره حينها أمر الجليل الملائكة أن يعلقوا السواد و المأتم ينصبوا
و عندما و ضعته الزهراء أمه ذهب إليها الرسول (ص) جده كي يبارك لها و لكن بدل التبريكات عظم بأجرها
لأن في طريقه عليه الأمين جبرائيل (ع) نزل يخبره بما يجري عليه من مصائب
لن أخبرك بباقي ما قد جرى و إنما سأقول لك بيتاً من الشعر يشرح لك ما قد جرى
رفعوا الرأس على السنان و إنما رفعوا به فوق السنان كتابَ
أخبرتك بأنني سأقول لك بيتاً واحداً و لكني سأتلوا عليك بيتاً آخر كي تعلم من أنا و تعلم بأنني أقوى من الفرح
هذا و هو بن بنت نبي الله و رفع الشمر رجله و رفسه بالنعال
تربع على صدره و أخذ يحز نحره حتى فصل الرأس عن جسد بن الآل
السلام عليك يا غريب كربلاء السلام عليك يا بن محمدٍ المصطفى و بن علي المرتضى و بن فاطمة الزهراء و بن خديجة الكبرى
السلام رأسك الشريف و جسمك السليب و على شيبك الخضيب السلام عليك يا أبا عبد الله...
بقلم : أحمد الصالح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق