الجمعة، 30 مايو 2014

يا غافلاً عنهُ قم و استعد لهُ

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد و على آله الميامين...


يَا غَافِلاً عَنهُ قُم وَ اِستَعِدَ لَهُ

قم يا غافلاً عن أخراك و ما تدري به هو نهايتك فأعدده
لا تجهله أبداً لأنك إن أنت جهلته هو لا يجهلك و إن نسيته فهو لا ينساك
لا مفر لك عنه غير أن مفرك الوحيد إليه أنت تجود بغيره و هو يجد و يسعى إليك
فهو يومٌ حتماً ستلقاه و إعمل له و لا تنساه كي لا يكون لقياه صعباً
ألا و أنه هو صعبٌ و ما بعده أصعب إلتفت إليه و كالطفل داريه
لا تلهونك أغراض الدنيا عنه فيا مسكين إشتغل به إن الشغل به متعبٌ و لكن ماذا بيدك أن تفعل


عليك بالتعب عليه فإن تعبت قد تعبت في الدنيا أما إذا جاك سترتاح
و إن لم تتعب عليه سوف يجهدك و يشقيك...
آهٍ آهٍ آهٍ منه آهاً بعدها تجر الآهاتُ
مسكينٌ أنت يا بني آدم مسكين قد لهيت بالدنيا و ما دريت
ما دريت بما بعد لهوك ذاك ما دريت عن نتيجة عيشك في الدنيا
و لكن سوف يأتي يوماً أنت غافلاً عنه و سيخبرك عن النتيجة
و ما هي إلا ساعة يا لها من ساعةٍ مؤلمة و مفزعة
قم يا بني آدم و إعمل لساعتك تلك
قم و إجعلها سروراً و فرح
قم و إجعل الماء الذي يصب على جسمك بارداً طاهراً
قم و بالخير شيد قبرك و بالحسن عمره و بالكرم أثثه
أما دريت بأنه يأتيك و أنت لا تدري بوقت مجيئه
نعم هذا الموت هذا هو هادم لذاتك و شهواتك
هذا الفاصل بين الأولى و الآخرة هو خاتمة دنياك
إن الموت إذا أتاك لا يرحمك و لا يمهلك آمره
و إذا قلت إمهلوني لا يمهلوك وسوف يقول لك ملك الموت حان الوقت الذي أنا و أنت به موعدان
ألم تكفيك المدة التي أعطاك ربك إياها ألم تطلب من الله أن يتوب عليك فتاب و هو التواب الرحيم
و أنت لم تستغل التوبة بأعمال الخير و لكنك إستغليتها بطمعك و بخلك و سوء أعمالك التي اليوم لم تأتي بغيرها
نعم لم تأتي بغيرها أين مالك اليوم؟ أين أحبابك و أهلك؟ أين ذاك الترف و السرف؟
جميعه قد ذهبت عنه و تخليت عنه و ما فادك بذلك شيئاً لأن بالأصل الموت هو الذي فرق بينك و بينه
فاليوم لا نغنيك شيئاً و لا ندفع عنك
ساعة الموت لا ينفعك شيئاً قط سوى النعيم الذي ستسأل عنه
أتدري ما هو النعيم هو حب محمد المختار و آله الأطهار (ص)

يا بني آدم إن ذهبت عن الدنيا و سُئلت عن ما فعلت فيها
و ما كان جوابك سوى أنك بأعمال السوء قد ملأتها
فقيل لك اليوم لا ينفعك شيئاً غير أعمالك التي عملتها
فإن كانت صفحة أعمالك مملوءةٌ بترف الدنيا و سوءها
إذاً ستذوق طعم أعمالك و كل جرمٍ أجرمتهُ و كل خطيئةٍ أخطأتها
فإصرخ بمعذبيك و قل لهم أن الشفاعة أنت تملكها
و إذا قالوا لك ما هي الشفاعة التي تستنجد بها
قل بفخرٍ أنا أملك شفاعةً يا لعظمتها و شأنها
قل أنا المحب للولاية أنا العاشق المجنون بعشقها
أنا تمسكت بولايةٍ آهٍ ما أفضلها و ما أشرفها
قل بأن ولاية المختار و علي الكرار باللبن قد رضعتها
و حب الزهراء حزته و هي وفيةٌ لاتنسى حبي و لا نسيتها
أنا الفخور أنا السعيد و أنا الفرح المسرور الرابح بحبها
يا معذبيني لا تتسرعوا بالحكم علي فأنا زائر الحسن و أم البنين قد زرتها
أما بما سأقول لكم فإسمعوه و أنصتوا أنا العراق زرتها و كربلاء وصلتها
و فخر المخدرات أنا متيمٌ بكفيلها ألا و أنني متيمٌ بها
و أما المهدي كنت بلقياه أحلم و ساعة الظهور تمنيت وقفتها


بقلم : أحمد الصالح

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق