بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و على آله الكرام...
هذا وعدي وجوابي لك يا عم فإسمعهُ
و الله يا بن الميامين لئن ظهرت لأأخذن بثأرك من الظلام
لأقطعهم بسيفي و لأركبن على صدورهم ببراقي
و لأقتص أعناق ظالميك و باغضيك و الراضين عن ما جرى و ما يجري عليك
فالصبر الصبر يا بن الآل الكرام الصبر إن الفرج آتٍ لا محال و وعدي لك سأحققه
الصبر يا عمي فو الله أنني أعلم بما جرى عليك من ظلم و جور
و أنني يا سيدي لا رضيت و لا أرضى بما قد صابك و ما يصيبك من ظلامات
ألا و أن مصابك قد كسر قلبي و قطع نياطه و جرح فؤادي حتى أحرقه
و لكن يا عمي أنت قلت ما قد قلت و بقيت الشكوى التي عندي
أشكيك يا عم و ما لي لا أشكي فأنت عمي فمن ذا لا يشكي عمه
إنني أشكيك يا عمي من عيني و ما قد فعلته بي
إن عيني أسبلت بدل الدمع دماً حتى جرحت جفوني و خرقتها
أسبلت عيني الدم على الذي مات عطشاناً ظمآن أسبلت الدم على الوحيد الغريب
إن كنت يا عمي قد رأيت أمك الزهراء و ما قد لاقت من ظلماً و مآسي و بكت و أمسح الكرار بكفيه دموعك
فأنا ولدت فسمعت بما قد جرى عليها و بكيت و مازلت أبكي و أجود بنفسي و أبحث عن الذي يمسح دموعي
إن كنت قد رأيت أمي و هي معصورة بين الباب و الحائط فالشمر قد تربع على صدر جدي الحسين و لم أراه
إن كنت قد رأيت أمي و ضلعيها يكسران بالباب فخيل الأعوجية قد مرت بحوافرها على أضلاع جدي و لم أراه
إن كنت قد رأيت أمي و المسمار يخرق صدرها فسهم المثلث نبت في صدري جدي و أنا لم أراه
إن كانت أمي أخرجت المسمار من صدرها و نزف الدم منها فجدي أخرج السهم من صدره و ثلثي أحشاءه خرجت معه
إن كنت يا عم قد رأيت أمي و اللعين يلوح بالسوط على متنها فسيوف أمية مزقت جسد جدي و لم أراه
و إن كنت قد رأيتهم يلطموها على عينها فحجر أبي الحتوف أصاب جبين جدي و لم أراه
و إن كنت قد رأيت اللعين يرفس باب الدار فذا شمرٌ رفع رجله و رفس جدي بنعالٍ حديد و لم أراه
و إن كنت قد رأيتهم يشبون النار بالباب و أمي خلفه فالظلام قد حرقوا الخيام و نساء جدي فيها
و إن كانت أمي خلف الباب و ما رؤوها فعمتي من ديوانٍ لديوانٍ كتفوها و أدخلوها
و إن كان أبي أمير المؤمنين مقيداً و أمي ما قيدوها فعمتي بالحبال ساقوها و ضربوا متنها بالسوط و لوعوها
و إن كنت قد رأيت أخيك على الأعتاب جنيناً يسقط ميتاً فذا جدي يطلب لرضيعه ماءاً فبسهمٍ فوق صدر الحسين أسقوه
و هذه عمتي أيا عمي و قفت تنظر إلى أخوتها و أبناء أخوتها و الأنصار الذين يحموها على التربان صرعى
و إن كان قد حرموك من المقام بجنب جدي رسول الله (ص)
فذا إبنك قاسماً من الزفاف حرموه و جعلوا زفافه التشييع و التبريكات التقطيع بالسيوف و حنته دم الجراحات
و دخلته أن على الترب أردوه قتيلاً.
إن همي و حزني يا عمي ليس فقط و لكنني لو أردت أن أروي لك جراحاتي و آلامي لينبغي علي أن أطوي أيام الزمان فلا تكفيني حتى و إن بالملايين ضُربت.
بقلم : أحمد الصالح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق