بسم الله الرحمن الرحيم
هو ليس باباً يطرق بل هو باباً مفتوح!
بل هو باب الله الذي ما خاب قاصديه و ما غلق بوجه سائليه
أيا مخلوق إن غلقت بوجهك جميع الأبواب حتى ما طرقت باباً إلا و رجعت مكسور
و ضاق صدرك و كثرت مشاكلك و ازدادت همومك و نفذ الصبر منك حتى أصبحت كئيباً محزون
اقصد باب الكاظم (ع) و اسئله ما تريد و ما تشتهي حتى و إن كنت عنه بعيد سلم عليه و قل له حاجتك
فو الله لا تختم حاجتك إلا و قد قضيت فللكاظم (ع) باباً يزحفون له المحتاجون و غيرهم فلا يرجعون من عنده خائبين
أقول لكل من يقصد باب الكاظم (ع) مطلبي أن إذا أراد أن يسأله حاجته يبكي لمصابه و ينوح
لا لعظم مصابه و لكن ليواسيه فهو غريب الديار وحيد لا ناصر له غير ربه و لا معين
قتل مسموماً فوق غربته و فوق التعذيب الذي قد لقاه من البغاة الظلام
قد سجنوه عدة مراتٍ لكن آخر سجنةٍ تقطع نياط من سمع بها
و من ذهب و رأى السجن الذي كان فيه إنه ليس سجناً و لكن طامورة ضيقة
و قد قضا فيها مغلل الأيدي مغلل الأعناق لكن رغم ذاك إلا أنه كان فيها طوال الوقت ساجداً
كثير الإستغفار كثير البكاء مخافةً من الله فطعامه كان الإسغفار و شرابه البكاء
عالمٌ تقي إمامٌ معصوم حفيدٌ لرسول الله (ص) أميرٌ للمؤمنين وليٌ للإله
اذهب و استمع لقصته المشجية و تصورها ببالك و أحيي قلبك و أنت تسمعها
فإن لم تبكي عليه دماً و تلطم صدرك حتى يحمر فأنت لا قلب لك
نعم لا قلب لك أوا كيف لقلبٍ أن يسمع بقصة الكاظم (ع) و لا يتألم و يحترق
فو الله إن قصة الكاظم (ع) تفطر القلب و تكسر الفؤاد و تشيب الشباب
و تذيب الثلج و تبكي الصخر و تلين الحديد و تقطع النياط و تمزق الأوراق
و تميت الزرع و النباتات و يتأثر لها حتى الحيوان لقد بكته الجن و الملائكة
و نصبت له الحور عزاءاً في الجنان و حزنت عليه السماوات و علق لمصابه السواد على العرش
نعم هذا هو موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب و بن فاطمة الزهراء بنت رسول الله
و حبيبه محمد المصطفى صلى الله عليه و آله...
أقول لك سيدي إن كان قد جهلوا حقك كيف لهم أن يجهلوا حق آبائك أم كيف يجهلوا حق أهلك أم كيف يجهلوا حق نسبك من رسول الله
(ص) أم كيف يجهلوا حق رسالتك التي أودعك الله إياها ؟!
سحقاً لهم من كفرةٍ فجرة و سحقاً لهم ظلامٌ بغاة حاقدين و منافقين و ملحدين و غافلين عن سوء عاقبتهم على ما فعلوه بك
ألا إنهم قومٌ بدلوا الدين بالكفر و بدلوا الحق بالباطل و السلم بالظلم و العدل بما دونه و الخير بالشر
و العلم بالجهل و الإيمان بالنفاق و الصدق بالكذب و العطف بالجور و التصحيح بالتخريب...
( ألا لعنة الله على الظالمين)
و إليك متبع كما أشهده أن ما في مشارق الأرض و مغاربها و لا في خلق الرحمن إماماً معصوم
غيرك يا سيدي أنت و أبنائك الخمسة و آبائك الخمسة و عمك المجتبى و أمك الزهراء و جدك محمدٍ المصطفى
صلى الله عليه و آله...
و أشهد يا مولاي أنك كنت من دعائمُ الدين و الناصرين المنتصرين و السادة الموحدين
و أنك كنت فخر الإسلام و نور الجهل و الظلام و منبع الحلم و العلم و عروة الله الوثقى
و الولي التقي و الإمام المهتدي...
و أشهد أنك قد أمرت بالمعروف و نهيت عن المنكر و أديت الأمانة و جاهدت في سبيل الله حق الجهاد
و عبدت الله مخلصاً له الدين حتى أتاك اليقين فعليك سلام الله مني أبداً ما بقيت و بقيت الأرض و السماء
السلام عليك يا إمام الهدى و على جميع أهل بيتك الطيبين الطاهرين .
نسأل الله العلي الأعلى بك و بأهل بيتك عليهم السلام أن يجمعني أنا و والديي و المؤمنين و المؤمنات
يوم المحشر و أن نحوز شفاعتكم فيه و يرزقنا في الدنيا زيارتكم فسلام الله عليكم طبتم
و طابت الأرض التي فيها سكنتم جميعاً و رحمته و بركاته...
بقلم : أحمد الصالح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق