الأربعاء، 1 أكتوبر 2014

ابن السلطان غدا مسموماً...!

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد و على أله الكرام...

هو إبناً لسلطان طوس و سيدها ، و لكاظم الغيظ حفيداً ، شرفه الله إذ جعله من نسل خير خلق الله و أفضلهم خَلقاً و خُلقاً ، هو جداً لنصر الله الموعود ، بل و هو قلباً لفاطمٍ ، و لحسيناً مهجةً و فؤاداً ، و له عماً اجتباه الخالق و اصطفاه ، كريماً زاهداً ، و من شأنه أنه آيةً للإله جل و علا ، و قد مدحه رب العباد ليس في قرطاسٍ و لا بمحف شعرٍ فقول الرب العزيز ليس بقول شاعرٍ ،بل مدحه في كتابٍ أنزله على جده محمدٍ صلى الله عليه و آله ، مدحه في قرآنٍ كريم .. بل و أنزل فيه وفي آبائه و أجداده و أبناءه آيةً تقول بأنهم أطهر خلق الله و أفضلهم …

قتلوا أبيه غدراً و هو صغير السن أيتموه ، ثم أن أعداء رب العالمين أرادوا إستعماله لصالحهم ، فرأى أحدهم بأن يقربه منه عن طريق تزويجه إبنته ، فكانت ردة فعل أتباعه ، أن قالوا له إنه صغيراً و لا يناسب للزواج ، فأجابهم و إن كان صغيراً فهو يملك علماً ، فقالوا له : أ هل جربته ؟ ، إن لم تجربه فقم باختباره قبل أن تقوم بتزويجه ، فأجابهم بعينٍ شاخصة من الإستعجاب و الإستغراب مستنكراً مما قالوه ، و قال لهم : ويحكم إنه لا يحتاج لاختبار فإنه و الله من بيتٍ زقوا العلم زقاً ، ثم أنهم اتفقوا جميعاً على اختباره ، و ما كانت النتيجة سوى أنه قام بوضعهم في حالةٍ من الحيرة و خيبة الأمل.

نعم هذا محمد الجوادِ ، نعم هذا بن الأطهار.. الأطياب ، هذا و أهله ورثة العلم .. ورثة الأنبياء ، هم من خصهم الله بعظيم سره ، هذا جواد الآل مَن أعداءه غيرةً و حقداً قدموا له السُم في عنب الرازقي ، فبِسَمه الذي جرى .. و سرى في جميع بدنه الطاهر قضى طريحاً قتيلاً ، و قد ضل ثلاثاً بأبي هو و أمي من غير غسلٍ و تكفينٍ و لا دفنِ ، فلما عاد إليه إبنه الهادي عليه السلام ، قام بتجهيزه و تغسيله و تكفينه ثم قام بدفنه بجانب جده الكاظم عليه السلام .

فأما عليل الحسين عليه السلام ، قد حيره جسداً مرضضاً مقطعاً … ، فصاح بأبيه قائلاً :

يا بن فاطمٍ و ضنوة حيدرة يا عزيز محمداً و خديجة أنشدك بالله العزيز المقتدر ، أن تقل لي
بماذا أكفنك؟! و ماذا أغسل؟! و أي قطعةٍ منك أدفن؟!!!
و هل يدفن جسداً من دون رأس!!! ؟؟؟.

بقلم : أحمد الصالح

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق