كأني بها روح أمها
عقيلة هاشمٍ مهجة أبيها و المصطفى جدها
خائفةً من كيد عدوها
تندب الكفيل نست بأنهم قتلوا كفيلها
لا تلام فهي قد تعودت
عند الشدائد تناديه ففي الحال يجيبها
و في هذه الليلة زينب
بحاجته فما احتاجت قبل كاليوم حاجتها
تقول أخي قد احتجتك في
كثيرٍ من الحاجات فأعطيت أختك أكثر من حقها
فماذا أعاقك عني اليوم
و ما أخرك أخي على العز زينبٌ عوّدتها
و كأني بأبي الفضل
قام من مصرعه فلبى أخته و أجابها
هذا أنا أقول و كأني به
أي أنني خطرت لي تخيلاتٍ فتخليتها
و في الحقيقة هو أجاب زينبٍ
و لكن و هو في مصرعه و طلب عذرها
سلني كيف أجاب أخته بصوتٍ
يشجي سامعه فمذ سمعت الصوت ألمها
فقالت له يا بن والدي
فأجاب أن يا ضياء عيني و بصرها
قالت أتترك أختك وحيدةً
غداً يسبيها شمراً و زجرٌ بالسياط يضربها؟
من بلدٍ إلى بلد من غير
والٍ و لا كفيلٍ من غير عباسٍ يسيرون بها
فعلى الناقة يا نور عيني
من يسند أم الخدر زينبٍ و من ذا يركبها؟
فإن زينباً في الركوب لم تدير بالاً
فلعل بين مرةٍ و أخرى تظهر طاقتها
إنما خوف الحوراء من ساعة
توقف الضعينة و كيف ذلك الوقت نزولها؟
ففي النزول أخي أمرين
إما أن يأتي لعيناً و ينزلها أو ترمي بنفسها
يا قمر أ يرضيك سقوطها؟
أم يرضيك يا كفيلاً بأن يمسس أحداً جسمها؟
أيا أخية كفى فإنني أتقطع
بهذا الكلام فألمه أشد من السيوف و آلامها
أيا زينب طالب العذر منك
و طالباً... بحق أمك الزهراء و ضلعها
أختي حتى لو استطعت القيام
فما أستطيع على رد الأعداء و دفعها
و أختي كيف أسندك و أرفع جسمك
و على الناقة تصعد فيدي قطعت كفها
و كيف أنزلك أم كيف معكم أسير
و أنا رأسي مقسومٍ و ألم الهامة و طبرتها
أيا زينباً فإن استطعت في منع السبيي
فكيف أقود ضعنكم و عيني السهم يتوسطها.
قلم: أحمد الصالح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق